تعليم سوهاج تحقيق العدالة بين المعلمين الجدد واستقرار العملية التعليمية
في إطار حرص مديرية التربية والتعليم بسوهاج على تحقيق العدالة بين المعلمين واستقرار العملية التعليمية، وحرصًا على مصلحة الطلاب في المدارس التي تعاني عجزًا، وتنفيذًا لتوجيهات الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، وعقب العرض المستمر على اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج الدين محافظ سوهاج وتنفيذ رؤيته، نجحت المديرية في وضع آلية عمل جديدة للمعلمين الجدد تحقق التوازن بين متطلبات سد العجز في المدارس ومراعاة الظروف الإنسانية والاجتماعية لهم، وذلك من خلال نظام العمل 3 أيام داخل الإدارات الأصلية و3 أيام في إدارات العجز. ويُعد هذا النظام خطوة إيجابية غير مسبوقة تُسهم في انتظام العملية التعليمية بجميع الإدارات، وتحافظ في الوقت نفسه على استقرار المعلمين وأسرهم، في إطار حرص المديرية على إيجاد حلول واقعية ومدروسة تدعم مصلحة المعلم والطالب معًا.
جاء ذلك بعد أن شهدت محافظة سوهاج خلال الفترة الماضية تعيين 4 دفعات من المعلمين، تم تسكينهم واستلامهم العمل وفق الاحتياجات الفعلية بالإدارات التعليمية المختلفة. وقد بُنيت خطة التسكين على أن يتم التعيين من داخل الإدارات التي بها عجز، بحيث يتم استكمال الأعداد المطلوبة من أبناء كل إدارة أو المقيمين في نطاقها. إلا أن بعض الإدارات، خاصة الواقعة في قطاعات الجنوب، لم تستكمل الأعداد المطلوبة من المتقدمين من أبنائها أو المقيمين فيها، الأمر الذي استلزم استكمال الأعداد من الإدارات الأخري، وجاء ذلك بموافقة وعلم المتقدمين أثناء المسابقة، وذلك حرصًا على عدم حرمان أي متقدم من فرصة التعيين التي حصل عليها بجهده واستحقاقه. ومن ثمّ تم توزيع بعض المعلمين على إدارات خارج نطاق إقامتهم وفق الاحتياج الفعلي لسد العجز في الإدارات، في إطار الشفافية وتكافؤ الفرص.
أما الدفعة الخامسة فقد تم استيفاء أوراقها كاملة وإرسالها إلى الجهات المختصة بالقاهرة تمهيدًا لإلحاقهم بالكليات الحربية للتدريب، ولم يتم تسكينهم أو استلامهم العمل حتى تاريخه. وتؤكد المديرية أن الدفعة الأولى من المعلمين تم تسكينها وفق الخطة المركزية العامة الموضوعة على مستوى الجمهورية في يناير 2024، وذلك قبل تولي الدكتور محمد السيد مهام عمله بسوهاج، حيث تم التوزيع وقتها بناءً على الاحتياجات المرسلة من الإدارات التعليمية، وقد بلغ عددها نحو 700 معلم ومعلمة، منهم 550 معلمة تخصص رياض أطفال، وهو تخصص يقتصر التعيين فيه على الإناث، ولم يتم تعيين دفعات جديدة في هذا التخصص لاحقًا، لذا لا يوجد بديل يمكن أن يحل محلهم في الإدارات التي تم توزيعهم بها. وبعد تولي الدكتور محمد السيد مهام عمله في نوفمبر 2024، وجه على الفور بإعادة دراسة توزيع المعلمين والموازنة بين الإدارات التعليمية لضمان تحقيق العدالة والاستقرار الوظيفي بما يتناسب مع احتياجات كل إدارة.
وقد تم تقسيم محافظة سوهاج إلى ثلاثة قطاعات رئيسية هي:
قطاع الشمال: (المراغة – طهطا – طما – جهينة).
قطاع الوسط: (سوهاج – أخميم – ساقلتة).
قطاع الجنوب: (المنشاة – جرجا – البلينا – دار السلام).
وتشير البيانات إلى أن قطاعي الشمال والوسط يتمتعان باستقرار نسبي في أعداد المعلمين، بينما يعاني قطاع الجنوب من عجز كبير، فعلى سبيل المثال قد يبلغ العجز في مادة معينة 50 معلمًا في الشمال مقابل 500 معلم في الجنوب، ومن ثمّ كان من الطبيعي أن يتم توجيه التعيينات الجديدة إلى إدارات الجنوب لتحقيق التوازن وتقليل الفجوة بين القطاعات، وتوفير فرص تعليمية لأبناء إدارات الجنوب بدلًا من حرمان أبناء أكثر من 50 ألف أسرة من تعليم أبنائهم، وهي المدارس المتواجد بها المعينون حديثًا.
وفور استلام الدكتور محمد السيد مهام عمله بسوهاج، أصدر اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج الدين، محافظ سوهاج، توجيهاته بتشكيل لجنة لتقليل الاغتراب لدراسة الحالات الإنسانية والاستثنائية، وتم وضع معايير دقيقة لذلك، وعملت اللجنة على مدار عام كامل، حيث تم نقل أو ندب من تنطبق عليهم الشروط دون الإخلال بسير العملية التعليمية. وخلال العام الماضي، تم عقد اجتماع موسّع ضم مدير المديرية ووكيل المديرية ومديري العموم لبحث حلول واقعية ومتوازنة تراعي ظروف المعلمين وفي الوقت نفسه تحفظ انتظام الدراسة.
وقد تم البدء في إعادة كبار المعلمين والمعلمين الخبراء ومعلمي أول (أ) إلى إداراتهم الأصلية بعد فترات طويلة تجاوزت 15 عامًا من الاغتراب، وهي خطوة تمت لأول مرة بشكل منظم وعادل. ثم تبع ذلك مرحلة ثانية من الموازنة سوف تتضمن عودة المعلمين من فئة "معلم أول" و"معلم" ممن قضوا أكثر من خمس سنوات خارج إدارتهم، على أن تتم إعادتهم دون قيد أو شرط، مقابل الاستفادة من المعينين الجدد في سد العجز بالمناطق الأكثر احتياجًا.
وفي ضوء هذه الرؤية المتكاملة، رأت المديرية تحقيقًا للتوازن أن يتم عودة المعلمين الجدد إلى إداراتهم ثلاثة أيام أسبوعيًا فقط، على أن يقضوا الثلاثة أيام الأخرى في مدارس الإدارات التي تعاني عجزًا، وبذلك يتم الحفاظ على استقرار المدارس والعملية التعليمية، وفي الوقت ذاته مراعاة البعد الإنساني والاجتماعي للمعلمين. كما توضح المديرية أنه خلال الأيام الثلاثة التي سينتدب فيها المعلمون الجدد من إدارات العجز، سيتم الإعلان عن سد هذا العجز من خلال الاستعانة بمعلمي الحصة، وفي الوقت نفسه سيتم تقليل نصاب معلمي الحصة في تلك الإدارات المنتدب إليها المعلمون الجدد، وذلك لضمان حسن توزيع الجهود وتحقيق التوازن بين الإدارات التعليمية واستقرار العملية التعليمية وعدم إهدار المال العام.
وقد أعدت المديرية مذكرة تفصيلية بهذا التصور الشامل، وعُرضت على السيد اللواء الدكتور عبد الفتاح سراج الدين، محافظ سوهاج، الذي وافق فورًا على المقترح تقديرًا لحرص المديرية على حسن إدارة الموارد البشرية وتحقيق العدالة بين جميع المعلمين. وعليه، بدأت المديرية في تنفيذ القرار والإعلان عن تنظيم الندب الجزئي (ثلاثة أيام) للمعلمين وفق القواعد المعتمدة.
وتؤكد مديرية التربية والتعليم بسوهاج أن جميع الإجراءات المتخذة تمت بشفافية تامة ووفق الضوابط القانونية والتعليمات الوزارية، وأن الهدف الأساسي هو تحقيق مصلحة المعلم والطالب في آنٍ واحد، وضمان انتظام سير العملية التعليمية بجميع إدارات المحافظة دون الإخلال بالاستقرار الوظيفي للمعلمين.
وصرّح الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، أن جميع قرارات التسكين والندب الجزئي تمت بعد دراسة دقيقة ومراجعة شاملة من الإدارات المختصة، مؤكدًا أن الهدف الأول للمديرية هو تحقيق العدالة بين المعلمين وضمان استقرار العملية التعليمية في جميع الإدارات، سواء التي بها عجز أو الإدارات المستقرة، حرصًا على مصلحة إخواننا المعلمين والمعلمات وأبنائنا الطلاب في إدارات العجز، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية ووزارة التربية والتعليم. وأكد سيادته أن جميع الإجراءات تتم بشفافية تامة وحرص كامل على مصلحة المعلم والطالب.
⇧
